النافذة الثقافية والأدبية
|
|
|
 |
| |
|
دعم البوليساريو يلهب المواجهة الدبلوماسية بين المغرب وجنوب افريقيا
أضيف في 26 مارس 2019 الساعة 04 : 15
الصحراء اليوم:–« القدس العربي»
تشكل القارة الإفريقية ميدان مواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بين دافع لإبعادها عن النزاع وتسويته ودافع لإدخالها مشاركاً للأمم المتحدة في هذه التسوية التي ما زالت بدون أفق رغم طول زمن تدبيرها وتخصيص الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً لأمينها العام للنزاع ونشر بعثة في منطقة النزاع. وإذا كانت المواجهة الجديدة التي اندلعت في مراكش وبريتوريا، أي أقصى شمال القارة السمراء وأقصى جنوبها، وأطرافها متباعدة بعد الجغرافيا ومتداخلة بتداخل النزاع وإشغاله للقارة الافريقية منذ اندلاعه 1976، فإن العنوان هو كيفية تعاطي الأفارقة مع ما تقوم به الأمم المتحدة من جهود لتسوية النزاع منذ 1988، بعد أن فشلت منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الإفريفي فيما بعد) بتسوية النزاع على أساس قرارات نيروبي لأن المنظمة قبلت في عضويتها عام 1982 الجمهورية الصحراوية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد. المغرب لم يكتف بالاحتجاج على الخطوة الإفريقية المخالفة لنظام المنظمة التي لا تقبل بعضويتها إلا الدول المستقلة، وهذا ليس وضع الجبهة وجمهوريتها، بل إنه أعلن سنة 1984 الانسحاب من المنظمة، بعد محاولات حثيثة لإصلاح المنظمة لخطئها في قمة أديس أبابا 1983، وبقي خارج إطار المنظمة/ الاتحاد حتى 2016 حين عاد للجلوس على مقعده، في وقت قبلت الأمم المتحدة الطلب المغربي بتولي الملف سنة 1985. كان المغرب ومنذ انسحابه يؤكد على رفضه أي دور للمنظمة الإفريقية في مسلسل تسوية النزاع الصحراوي، لأنها فقدت صفة الحياد، ويتحفظ، حتى الآن، على أي ذكر للدور الإفريقي في هذا المسلسل مهما كانت صفة هذا الدور وحجمه. فيما تؤكد جبهة البوليساريو وداعموها على ضرورة هذا الدور، خاصة وأن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاع تتحدث عنه. على هذه الخلفية نظم المغرب يومي أمس واليوم في مراكش مؤتمراً وزارياً إفريقياً حول دعم الاتحاد الإفريقي لمسلسل الأمم المتحدة، ونظمت جنوب إفريقيا أيضاً أمس واليوم، في بريتوريا، قمة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك) التضامنية مع الجبهة. وقالت وزارة الخارجية المغربية إنها ستستضيف، في مراكش، المؤتمر الوزاري الإفريقي حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسلسل السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة نحو 40 بلداً إفريقياً، من المناطق الخمس للقارة، ويهدف إلى التعبير عن دعم قرار الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي (رقم 693)، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة يومي 1 و2 تموز/ يوليو 2018 بنواكشوط (موريتانيا)، الذي جدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وقالت إن عقد هذا المؤتمر يأتي في إطار الرؤية الحكيمة والرشيدة للدول الإفريقية من أجل تعزيز وحدة القارة ورفض أي محاولة للانحراف بها عن أولوياتها الملحة في مجال التنمية البشرية المستدامة والاندماج الإقليمي ورفاهية مواطنيها. قالت وزيرة الخارجية لجنوب إفريقيا، ليندوي سيسولو، في افتتاح قمة بريتوريا التضامنية مع جبهة البوليساريو، إن هذه القمة أقرتها مجموعة (سادك) خلال القمة العادية الـ38 للمجموعة، ومن خلال تنظيم قمة تضامنية مع الجمهورية الصحراوية ببريتوريا يومي 25 و26، بهدف مساندة «الجمهورية الصحراوية» ودعمها من أجل تحقيق أهدافها التي تعلنها الجبهة في انفصال الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة دولة مستقلة عليها. وأكدت الوزيرة، حسب ما قالته مواقع جبهة البوليساريو الإلكترونية، أن القارة الإفريقية ستظل مستعمرة ما دامت الصحراء الغربية لم تتمتع باستقلالها بعد، والهدف من تنظيم المؤتمر هو دعم ومساندة هذه القرارات لتطبيقها على أرض الواقع. وافتتحت قمة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك) التضامنية بجلسة للوزراء والمندوبين عن الدول والأحزاب السياسية وفعاليات المجتمع المدني وتتواصل اليوم بنقاش على مستوى الوزراء من أجل تدارس آليات دعم ومساندة الجمهورية الصحراوية وبدء عمل الورشات. وأكدت نائبة ارئيس الوزراء الناميبي ووزيرة الخارجية نيتومبو ناندي اندايتواه «على أهمية هذا الحدث العظيم التضامني مع الجمهورية الصحراوية والصحراويين و«قضيتهم العادلة» وتمكينهم «من ممارسة حقهم في تقرير مصيره ومستقبلهم. وقالت «إن المجتمع الدولي يعترف بأن تواجد دولة المغرب الشقيقة في الصحراء الغربية لا شرعي»، وأن تواجدها بالصحراء الغربية يقوض مبدأ تقرير مصير الشعوب واستقلالها. وإن مسؤولية القارة الإفريقية في تقديم المزيد من الدعم لصالح الصحراويين من أجل تمكينهم من حقهم في الحرية والاستقلال، «فنحن هنا للتعبير عن التضامن مع الجمهورية والصحراويين بسبب حالة الانسداد السياسية التي تشهدها القضية الصحراوية»، مطالبة الحضور بالعمل بجد لإنجاح هذا الحدث من أجل دعم ومساندة الجبهة. وقال موقع هسبرس المغربي «إن تنظم جنوب إفريقيا هذا المؤتمر الداعم للانفصال بحضور 15 بلداً إفريقياً ضمن مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، المعروفة اختصاراً بـ»ساداك»، في إطار مواصلة العداء التاريخي للمملكة المغربية وتوظيف نزاع الصحراء في بناء شرعية الحزب الحاكم، الذي يواجه انتقادات واسعة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في شهر أيار/ مايو المقبل، ويتعبر أول محطة تضامنية مع جبهة البوليساريو تجرى على مستوى رؤساء دول وحكومات «SADC»، وهو ما يشكل تحدياً للدبلوماسية المغربية لما يمكن أن يعلبه هذا الحدث من خلق لوبي جديد يسعى إلى توظيف الآلية الإفريقية حول الصحراء في التأثير على مسار الملف الأممي.
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم تجنب التعاليق الطويلة
أي تعليق يتجاوز 200 كلمة لن يتم اعتماده
أي تعليق يتضمن سبا أو إساءة لن يتم اعتماده
البريد الإلكتروني للجريدة
[email protected] اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|