الصحراء اليوم : رأي
لقد أتبث التاريخ اليوم، وبما لا يدع مجالا للشك، أن خرقة المخزن البالية، خرقة الظلامية، لا يجد مرتديها ولو قليلا من الحياء أو صعوبات منطقية وهم يتهمون المواطن المغربي عموما، ومناضلي ومناضلات التنسيق الميداني للاطر المعطلة بكليميم، وكدى مناضلي التنسيقية المحلية للاساتذة المتدربين بمركز كليميم على وجه الخصوص، بالارهاب والانفصال ، وقد أثبت التاريخ اليوم ان جرو المخزن " je suis clair " حينما بدا يكيل التهم للشرفاء من ابناء هذا الوطن ، إنما شعر أن المواطن المغربي قد كون وعيا ضديا قادرا على تهديد التكوين البنيوي لقوى الظلام، صنيعة الأيادي الأثمة لزمن البصري ،والمتامرة على جوع وألم الشعب المغربي الأبي.
ولسخرية القدر أو بالأحرى سخرية البشر، أن الكومبارس الناطق الرسمي بإسم الظلام الذي لا يمارس غير الكذب والإنسلاخ عن الواقع، مع الوقاحة المزعجة التي تستبلد ذكاء المغاربة، وبمساندة قناديله "لمصوطية" التي إنتابتها حالة من التيه والهلوسة، حينما وصفوا الجماهير التي تحطمت على صخرتها كل الشعارات والممارسات الزائفة، وكل حملات التضليل التي تمارسها الذئاب الملتحية، حينما وصف الجماهير بالإرهابيين قد قال كلمة حق، رغم انه أراد بها باطل، فالمواطن المغربي الشريف وبإرادته التي تعي حضورها، وبوعيه الذي يؤكد وجوده، ويهز جدوع القهر و الإستغلال والفساد والإستبداد، ليخرج من طلعه وطن صالح للعيش، هو قادر على إرهاب خفافيش مملكة الظلام، التي لا هم لها سوى التطبيل للعهر السلطوي، لضمان الاستقرار، اي إستقرار المؤخرات النتنة على الكراسي، المواطن الشريف الذي أعد كل ما استطاع من قوة ومن فعل نضالي راقي، ومن سلمية منقطعة النظير، قد إستطاع إرهاب أعداء الوطن والمواطن، الذين رفعوا يوما شعار محاربة الفساد والإستبداد، لكن بمجرد أن، أخدوا مكانا لهم على رقعة الشطرنج، بدؤو في هدم قلاع المسحوقين، والتزلف للمخزن بغية دخول داره، والذهاب بذالك في واد من وديان التاريخ عنوانه الإنتهازية والوصولية و "لحيس لكابة"، بينما الشعب ذهب في واد أخر عنوانه محاربة ثنائية الفساد والإستبداد، لبناء وطن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
أما بالنسبة لمقولة الإنفصاليين فلا يسعنا إلا ان نقول أن كل مواطن شريف من أبناء هذا الشعب الأبي، هو فعلا إنفصالي بمعنى من المعاني، ونفس الشيئ بالنسبة لخفافيش الظلام جراء المخزن، فالمواطن إنفصالي عن الفساد والإستبداد والقهر والظلم، وخفافيش الظلام إنفصاليين عن الواقع، وعن نضالات الجماهير الشعبية بإختلاف تلاوينها (معطلين، طلبة، تلاميذ، فلاحين، عمال، أساتذة متذربين ...)، فعلا جراء المخزن إنفصاليين عن برامجهم الإنتخابية، التي لم تراوح بعد مكانها، بل وتحولت الى نقيضها، حينما بدأ الجراء في النباح على كل من طالب ويطالب بحقوقه العادلة والمشروعة، الشيئ الذي يجعل أي مقارنة بين أزمنة الحكومات السابقة، والزمن الذي نعيشه في ظل حكومة الذئاب المتاسلمة، تبدو للأسف في صالح الماضي، كما لو كنا نتراجع للوراء، بدل ان نندفع للأمام، ونتقهقر صوب ظلام الرجعية، بدل أن نستقبل أنوار التقدمية، فمن كان يدعوا يوما لمحاربة الفساد والإستبداد ، نراه اليوم وقد سقط قناعه، لتتكشف حقيقته الموخبراتية ،وعلامته التجارية البصراوية (نسبة الى إدريس البصري)، ومن كان يدعوا يوما للحرية، نراه اليوم يستبد تحت رايتها، ويحجر على العقول ويوزع التهم على المخالفين، ناسيا او متناسيا أن التاريخ تصنعه الجماهير، وأن رياح وعواصف الظلاميين لن تزيد هذا الشعب إلا صمودا، والقمع لا يزيده إلا صلابة وصمودا.
و بخصوص التصريح الغير المسؤول للناطق الرسمي بإسم المحكومة، والقول بأن الأساتذة المتدربين والمعطلين إرهابين فهو أمر يحتم عليه تقديم الأدلة القانونية بخصوص هدا الإتهام لكي تقوم الأجهزة الأمنية بحماية الوطن وضمان الإستقرار، وفي حالة عدم تقديم الأدلة بخصوص هدا الإدعاء فهناك مسؤولية قانونية يتحملها السيد الوزير، قادرة على رميه لسنوات وراء غياهب السجون والمعتقلات. ولأن المناسبة شرط، ولمشاهدتنا كيفية تأثر بعض البيادق والجهلة من الشبيبة الظلامية بخطاب جرو المخزن، وهو يتلوا طلاسم الاتهام والتخوين، لا يسعني الا ان اضع بين يدي القارئ تدوينة فيسبوكية في الصميم للمدون و كاتب الرأي محمد الخضري " ديما كنت كانتسنا شي حركة تصحيحية في حزب العدالة والتنمية زعما شي إخوان ينقذوا ما يمكن إنقاذه ويقوموا انبطاح الحزب بقيادة بنكيران وخدامه الساعة، الغالب الله، خاب ظني، حتى الشباب صفقوا للكهول وصدقوا أسطوانة أن الحزب مستهدف وأن القيادات سائرة في الطريق الصحيح.. الغالب الله".
كاتب المقال : ابراهيم صيكا