الصحراء اليوم: الخليفة الكيروف
بدأت تعرف مدن الصحراء مؤخرا الكثير من الأحداث الدامية الشبيهة بأفلام الاكشن و حرب العصابات من اختطافات ، واعتداءات ، و مطاردات تستعمل فيها سيارات الدفع الرباعي و الأسلحة البيضاء بأنواعها وأحيانا حتى بنادق الصيد .
أحداث غالبا ما تنتهي بسقوط ضحايا في عين المكان أو اختطافهم و احتجازهم ليفرج عنهم بعد ذلك ، كما أنها تخلف – الأحداث – رعبا حقيقيا في نفوس المواطنين وتجعلهم يطرحون علامات استفهام كثيرة حول ما يجري .
المهتم بما تعرفه الصحراء مؤخرا يجزم دون شك أن الأمر يعود لما أصبحت تعرفه المنطقة من تنامي مطرد لتجارة المخدرات ، ونقلها عبر الحدود إلى االدول المجاورة ، والمهتم كذلك متيقن أن الثراء الفاحش للعديد من الأباطرة بالمنطقة مرده تجارة المخدرات . لينتهي باستنتاج صائب وهو أن هذه الأحداث الدامية لا تعدو أن تكون تصفية حسابات بين هؤلاء الأباطرة .
لكن السؤال المحير لهذا المهتم لماذا هذا التغاضي والصمت المريب عن هكذا أحداث ؟ رغم أنها تدخل في إطار الجرائم المنظمة وتكوين عصابات واستعمال أسلحة ، بل الأخطر في ذلك هو ما يلاحظه المهتم من تزايد المتابعة القضائية للعديد من الشباب والقاصرين حين اعتقالهم وهم ينقلون البضاعة على مستوى الحدود رغم أن أوضاعهم الاجتماعية وربما أحيانا حالات الإدمان التي يتعاطون لها هي التي اضطرتهم إلى خوض هذه المغامرات لكسب المال واستغلالهم من طرف الأباطرة الذين يبقون بعيدين عن كل مساءلة أو متابعة .
يتابع المهتم باستغراب كبير كيف أننا نساءل المنتخبين من أين لكم هذا ؟ ولا احد يساءل هؤلاء الأباطرة من أين لكم هذا الثراء الفاحش ؟ وهنا يسكت المهتم قليلا كيف لنا أن نساءلهم والجهات المختصة من جيش و أمن و قضاء تغض الطرف عنهم ، مما يجعلنا نسلم أنهم يتوفرون على الحماية الكافية ليفعلوا ما يريدون ، أما نحن فما علينا إلا الإكثار من مشاهدة أفلام الاكشن و حرب العصابات حتى لا نبالي كثيرا بهكذا أحداث .