الصحراء اليوم:رأي بقلم : بولفلوس محمد الأمين
الكبيــــــــــــــــــــــــر
يجتذب الكبير اليه الأعيان الفاسدين الذين مازالوا يعتقدون انهم يمثلون أهل المدشر و يريد الاستفادة منهم ماديا،كما يعتقد انهم وحدهم القادرون على إنقاذه و مساعدته في المعارك المستقبلية ،على الرغم من انه يدرك تمام الإدراك انهم جزء من هذا النسيج الاجتماعي ،أضف الى ذلك ان هؤلاء الأعيان يعون انهم يستمدون شرعيتهم من السلطة و من ارصدتهم البنكية و ليس من المجتمع و لا من الكبير رغم رضوخهم له و العمل تحت كنفه فهم يعرفون بما لا يدع مجالا للشك عجزه و يعلمون انه في أشد الحاجة اليهم ،فهو لا يريد منهم سوى الأموال مقابل توزيع مناصب صورية يحركهم من خلفها ليحس انه كبير و نسي ان الله اكبر.
بكل تأكيد ان الكبير يؤمن بأن المال هو كل شي ،وهو ما يجعله مستعدا للقيام بأي شي من اجل الحصول عليه، لقد وضعت المادة غشاءا على مقلتيه فطمستهما وأصبح يحسب أنه بالمال قد يكون سيدا و هوما دفعه الى إتخاذ الثروة إلها وربا يعبدها و يتمسح بها و يتضرع اليها.
لقد أصبح يدافع عن دوران عجلته إلى الامام ليجعلها لا تتوقف و تدهس كل من يقف في طريقها دون مبالاة و بلا رحمة ولا شفقة و بلا هوادة عبر الطرائق المتاحة و غير المتاحة .
لقد أدرك الشرفاء في هذه البلدة أن الكبير يريد أن يحول بلدتهم إلى مجرد مقاولة عائلية ، ما جعله يثور في وجههم لأنه لا يفكر في البلدة بقدرما يفكر في الاستحقاقات القادمة و ما سيجنيه فيها من أرباح ، عبر مقايضة المناصب و الكراسي للأعيان الفاسدين السالفي الذكر.
يعرف أهل البلدة الضعفاء الشرفاء جيدا أن إنفتاح الكبير على الأعيان الفاسدين يعد إنحرافا و زيغا عن المصلحة العامة التي فيها مصالح الضعفاء و المهمشين الأمر الذي يعتبرونه خيانة .
فهو لا يتقبل النقد الموجه إليه ما جعله يكلف فرقة لتقتفي آثر كل ما يكتب عنه ، وبعد عدم قدرته على الرد على كل الإنتقادات أصبح يهدد و يتوعد كل من خالفه الرأي ،و تأكد لدى الجميع أن قوانين الكبير مبنية على الإستبداد و عدم الإعتراف بالآخر .
و ليظهر الكبير عدم عجزه ،فهو يحاول أن يظهر بمظهر المكتفي بذاته و القادر على إحداث المعجزات في هذه البلدة ،فهو لم يطرح المسائل الإجتماعية ضمن أولوياته ليخدم مصالحه و مصالح الأعيان الفاسدين وضاربا عرض الحائط بالأمور الإجتماعية و متجاهلا إياها لأنها لم تكن قط ضمن حساباته .
فالإنجازات التي يطل علينا من خلالها الكبير بقيت حبيسة الحجر والأجور و الإسمنت تدهسها أقدام المارة من أهل البلدة دون أن يحسوا بإنتمائهم لها ولا بأنها جاءت لتقدم لهم أية خدمة ،بل على العكس من ذلك هناك إحساس جماعي لدى أهل البلدة أن أموالهم جمدت في أرصفة المدينة و أرصدة الكبير و الأعيان الفاسدين البنكية و هو احساس بالمهانة و الغبن و الإستغلال .
بقي لي ان أشير الى ان قصة الكبير موجهة الى كل من سولت له نفسه ان يظن في يوم من الأيام انه كبير في هذه البلدة الأبية فلا صوت يعلو على صوت الحق .
·