الصحراء اليوم : كلميم
تتواصل فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية أسا تحت شعار" التراث الحضاري والروابط الروحية المغربية الإفريقية في خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة".
و نظمت صباح اليوم الخميس بقاعة بلدية اسا ندوة علمية في موضوع " دور الزوايا في التأطير العلمي والجهادي لأهل الصحراء : زاوية أسا نموذجا " اطرها اساتذة جامعيين من دول افريقيا اكدوا على الامتداد المغربي في العمق الافريقي و مساهمة الزايا قي الجهاد ضد المستعمر الاوربي و التعبئة الوطنية .
و سيتخلل المهرجان ليالي من المديح والسماع بحضور منشدين و طنيين وأفارقة، وتنظيم مسابقة في قراءة القرآن وتجويده و تنظيم يوم دراسي في موضوع " دور الاعلام في خدمة انفتاح المغرب على عمقه الاقريقي ".
وتكتسي هذه التظاهرة الروحية ، التي تنظمها جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية ثقافية وتاريخية وحضارية، كما تشكل مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة وإبراز ما تزخر به من تراث متعدد الروافد واستحضار المكانة الدينية والعلمية لزاوية آسا باعتبارها منارة دينية ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة ونشر العلم والمعرفة. وتميز اليوم الاول من فعاليات هذا الموسم الذي حضره والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم السيد محمد علي العظمي ، وعامل إقليم آسا-الزاك السيد الحسن صدقي وعدد من الفعاليات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين، بافتتاح معرض ضم ابداعات صناع تقليديين في حرف متعددة من جهة كلميم السمارة وأقاليم العيون وتارودانت والخميسات ، والمنتجات الفلاحية للتعاونيات والجمعيات ، ولاسيما العسل وحليب النوق والتمور ومشتقاتها وزيت الأركان والكسكس التقليدي بمختلف انواعه و"المكلي" والحناء ومشتقاتها ومشتقات الصبار ، فضلا عن فضاء خاص بالابل. وقام والي الجهة والوفد المرافق له بمناسبة حفل افتتاح هذه التظاهرة بزيارة عبر الخيام الموضوعاتية التي اقيمت بهذه المناسبة والتي تجسد بعض العادات الشعبية المترسخة في ذاكرة انسان الصحراء والمرتبطة على الخصوص بطقوس الزواج والطب التقليدي والألعاب الشعبية والمطبخ الصحراوي.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تنظم على مدى خمسة أيام بتنسيق مع المجلس الاقليمي لأسا الزاك، وبلدية أسا، وفعاليات المجتمع المدني، وبدعم من عمالة الإقليم، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف ، دورة تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني في مجال تنمية القدرات الذاتية وإجراء مسابقة في الشعر الحساني .
وستعرف فقرات الموسم أيضا الى جانب تنظيم خيمة الشعر اقامة فضاء للأطفال وتنظيم عروض في الفروسية التقليدية واستعراض لفرق الهجن وعملية إعذار جماعية. وستتوج هذه التظاهرة الدينية السنوية بإقامة شعيرة "النحيرة"، في جو يمتزج فيه الجانب الروحي بالمعطى التراثي ذي البعد الإنساني. وحسب المنظمين فإن هذا الموسم الديني، الذي تجتمع فيه القبائل الصحراوية بمدينة أسا، حاضرة إقليم أسا الزاك، يشكل موعدا سنويا لتجديد البيعة للسدة العالية بالله، والتأكيد مجددا على وحدة الصف والارتباط الاجتماعي والثقافي لهذه القبائل من أجل الدفاع عن المقدسات الوطنية.