الصحراء اليوم : رسالة
مولاي صاحب الجلالة والمهابة أعزك الله، ملك المملكة المغربية الشريفة، أستسمح مقامكم الكريم أن أراسل جلالتكم لوضع كارثي يعيشه بلدي المغرب من حيث الفساد المؤسساتي، وبصفتي مواطن مغربي، لدي غيرة على هذا الوطن، وتعهدنا جميعا إنطلاقا من ميثاق البيعة الذي ورثناه عن أجدادنا، بأن نبايع العرش العلوي المجيد مقابل أن يضمن لنا عرش جلالتكم حقوقنا وكرامتنا، هذه الكرامة التي تداس اليوم بسبب لوبيات الفساد، وأمام تكالب لوبيات الفساد على حقوق المواطنين، تلك اللوبيات التي منها ما هو منتخب مثل بعض رؤساء المجالس البلدية، أو بعض البرلمانيون، أو بعض المستشارين، أو بعض رؤساء الجماعات القروية، أو بعض المعينون مثل : بعض الولاة أو بعض العمال أو بعض البشاوات أو بعض مدراء الأمن، أو بعض رجال المخابرات، أو بعض وكلاء الملك، أو بعض القضاة ...
تكالبت هذه الجهات على حقوق المواطنين فأعتقلت من تريد، وبرأت من تريد، وهددت من تريد، وعرقلة من تريد، وأفقرت من تريد، وأغنت الغنى الفاحش من تريد، وأعطت الإخلاص لمن تريد، وخونت من تريد.. وغاب مفهوم المواطنة الحقة، وغاب الضمير المهني، وحل قانون الغاب.
مولاي صاحب الجلالة : ما ألتمسه من مقامكم الكريم هو أن نكون مواطنين، ذو كرامة وحق، بعيدين عن مفهوم مواطنة المقابل.
مولاي أعزك الله؛ خلال زيارتي الأخيرة لمدينة كلميم، إجتمعت علينا الفيضانات، وهشاشة البنية التحتية، ومؤامرات عبد الوهاب بلفقيه رئيس المجلس البلدي بكلميم، الذي كان يستغل معاناتنا لتركيعنا، وتخويفنا، وتهديدنا، وكان الكل معه؛ جزء من شرطة، وجزء من المحكمة، وكان معيننا الوحيد هو الله سبحانه.. لا أريد وظيفة، ولا مالا، ولا جاه، ولكن أريد أن أحترم كمواطن مغربي فقط، أريد مؤسسات تحترمنا كشعب، وتنصت لنا كشعب، وكيل الملك يعتقل أبناء الفقراء، نزولا عند رغبة عبد الوهاب بلفقيه، ويحفظ شكاية الأخرين نزولا عند رغبة عبد الوهاب بلفقيه، ويعتقل معارضي عبد الوهاب بلفقيه، ويطلق سراح أنصاره، ويحفظ شكايات ضد أنصاره، مثل شكاية الوزاني ادريس؛ الذي تعرض للضرب المبرح من طرف رئيس جماعة تكانت، الصديق لحميم لعبد الوهاب بلفقيه ورفيقه في نفس الحزب، وقدم الضحية شهادة طبية، تثبت العجز لأكثر من 22 يوما، وشهود، لكن وكيل الملك؛ ظل يتملص من تطبيق مسطرة الفعل الجنائي، نزولا عند رغبة عبد الوهاب بلفقيه.
مولاي صاحب الجلالة؛ بعض من عهد لهم مراقبة السير العام، يكتبون تقاريرهم بقلم عبد الوهاب بلفقيه، وداخل قصره بحي تيرت، وترسل إلى مقامكم مكتوب عليها سري للغاية، فعلى من يضحكون؟؟؟
إن رئيس المجلس البلدي بغطرسته، ينشئ دولة داخل الدولة، معتمداً على علاقته بشخصيات بالإدارة المركزية بالرباط، بل يتصرف بطقوس الملوك، ويحاول أن يفرض علينا البيعة قصراً، عبر الضغط على حقوقنا وتهديد حريتنا.
مولاي صاحب الجلالة؛ إن وطني المغرب من طنجة إلى لكويرة، وطن ورثناه من الأجداد حراً موحداً، وندافع عنه بقوة وثقة كاملتين هنا في الديار البريطانية، وكافة أنحاء أوربا رغم كيد الكائدين، وبعيداً عن أي جهة كانت، هدفنا الأسمى سمعة وطننا شعبا وأرضا وملكا.
مولاي صاحب الجلالة؛ لقد تعبنا من معاناتنا في صمت من لوبيات الفساد، فكنتم الرجاء والمقصد، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، أوقفوا زحف لوبيات الفساد على شعب أعزل، الفقير يعاني، و،العاطل يعاني، والموظف يعاني، والمهاجر يعاني؛ من الرشوة والمحسوبية والظلم.، فهلا أنصفتموننا يا مولاي.
حفظكم الله بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عينكم بولي العهد مولاي الحسن، وصاحب السمو مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله.
خادم الأعتاب الشريفة
محمد الفنيش مهاجر مغربي مقيم بالديار البريطانية