الصحراء اليوم بيان للراي العام
بيان للرأي العام
خرجت ساكنة الجماعة القروية أباينو للمرة الثانية خلال أسبوع للمطالبة بوقف التدمير الممنهج للمنطقة الذي تلجأ له لوبيات الفساد من خلال الحجم الكبير للمقالع ( حوالي 5 مقالع ) فوق رقعة جغرافية ضيقة ، هذا الأمر سبب معاناة يصعب تصورها ، فحسب شهادات عدد من السكان ، أن هناك حالات عديدة لأمهات حوامل تعرضن للإجهاض نتيجة قوة المواد المتفجرة التي تستخدم في المقالع ، أضف إلى ذلك الحجم الهائل من الغبار الذي يغطي سماء البادية ، ويسبب إغماءات نتيجة حالات الربو المنتشرة في المنطقة ، وحالات إنسانية مؤثرة ..أطفال صغار في حالة نفسية صعبة من الخوف الذي تسببه الأصوات المختلفة (الألغام ، أصوات الشاحنات ، وآلات الحفر الأخرى...)
إن هذه الحالة التي باتت عليها منطقة أباينو جعلت ما تبقى من سكانها يفكرون بشكل جدي في الهجرة هروبا من جحيم المقالع ، فقد تحولت حياة الإستقرار الذي كانت تنعم به هذه الواحة السياحية الهادئة ، إلى منطقة شبه منكوبة ، زد على ذلك تأثير هذه الأعمال على البيئة، والمياه ، وحياة الفلاحة التي كانت مصدر عيش للسكان..، هذا الواقع سيجعل منطقة بتاريخها الطويل ، وارتباطها الأصيل في جوانب مظلمة إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة من أجل تطبيق القانون للحفاظ على هوية ، ووجود لازالت مساهماته تغني التنوع الوطني الزاخر.
إن الأمر لم يعد مرتبط بمساهمة المقالع المادية ، ونجزم أنها هزيلة جدا مع التواطؤ الكبير للمنتخبين ، والنافذين ، وإنما مرتبط بالتدمير الذي زاد من عزلة المنطقة التي لا يستطيع تحملها الزائرين على قلتهم لسويعات محدودة ، وبالأحرى لمن يعيش داخلها ، إننا جزء من وطن نطالب بالإنصاف إذا كان هناك من يسمع .. هذا صوتنا لكل الأحرار داخل المؤسسات ، وخارجها..، وللتذكير فقط ..، فغضب الساكنة عبرت عنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية من خلال احتجاجات عارمة ، ومسيرات صوب مقر الولاية أيام الوالي عبد الفتاح البجيوي الذي كان يسخر من كل شئ حي في هذه المنطقة .
وعليه نعلن للرأي العام مايلي:
1 ـ تضامننا المبدئي واللامشروط مع كل المتضررين من هذه المقالع المدمرة.
2 ـ رفضنا لوجود هذا العدد الكبير من المقالع وبشكله العشوائي الضار للإنسان ، والبيئة ، والأرض.
3 ـ إدانتنا لأشكال الصمت والتواطؤ الذي تمارسه لوبيات النهب المنظم لمقدرات منطقة لها من الإمكانيات الكثير .
4 ـ مطالبتنا السلطة الجديدة الممثلة في والي الجهة بوقف هذا العبث ، ومحاسبة المسؤولين عن هذه المأساة الحقيقية .
5 ـ تحميلنا الدولة المغربية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع كنتيجة لاستمرار هذا الظلم .