يقدم المغرب دعما لوجيستيا للقوات الفرنسية في تدخلها في مالي للقضاء على الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما تقدم الجزائر دعما مماثلا في حين تعارض تونس لوحدها في المغرب العربي-الأمازيغي التدخل الفرنسي في هذا البلد الواقع في الساحل الإفريقي.
وبعد مرور خمسة أيام على التدخل العسكري الفرنسي في مالي بدأت تتضح معالم خريطة الدعم اللوجيستي الذي تلقاه فرنسا من بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفي المغرب العربي.
وفيما يتعلق بالمغرب، فقد كشف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند اليوم الثلاثاء في إطار استعراض الدعم الذي تحظى به بلاده أن المغرب فتح أجواءه للطائرات الفرنسية للمرور نحو مالي. ولم تكشف السلطات المغربية عن هذا الطلب. ومن المحتمل أن تكون القواعد الجوية المغربية في الصحراء انطلاقة لعدد من طائرات رافال بحكم أن شمال غرب مالي حيث يتواجد المقاتلون الإسلاميون قريبا من الحدود المغربية وتفصله فقط الأراضي الموريتانية.
وفي الوقت نفسه، يقدم المغرب الدعم الاستخباراتي للقوات الفرنسية بحكم المعلومات التي جمعها خلال الثلاث سنوات الأخيرة عن المنطقة، وهي المعلومات التي ساهمت اسبانيا في التوصل الى الإفراج عن رهائنها الذين كانوا قد اختطفوا في مخيمات تندوف السنة الماضية.
وباستثناء تونس التي تعارض التدخل وترى أن القوات الإفريقية هي التي يجب أن تتدخل في هذا البلد كما جاء على لسان وزير خارجيتها رفيق عبد السلام، تؤيد باقي دول المغربي العربي-الأمازيغي التدخل العسكري وتقدم له دعما على مستويات مختلفة. والمثير أن الجزائر التي كانت تعارض كل تدخل وتحبذ المفاوضات مع الطوارق قبل مواجهة الحركات الإسلامية المنتمية الى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم أنصار الدين قبلت بتقديم الدعم اللوجيستي.