الصحراء اليوم:رأي -إبراهيم أعمار
إن الحديث عن شرعية من يمثل الصحراويين في إجاد حل نهائي لقضية الصحراء يرجعنا بالضرورة الى طرح السؤال: هل كانت للصحراويين تمثيلية ما ولسان معبر قبل نشأة البولساريو أم لا ؟ وما هي ظروف نشأة هذه الأخيرة؟
وإن من يعرف التاريخ الحديث للصحراء، يعرف ان الصحراويين كانوا ممثلين في الكورتيس الاسباني. والجماعة العامة للصحراويين وعلى راسها خطري ولد سعيد وبحزب الاتحاد الوطني الصحراوي بقيادة خلهن ولد الرشيد، فهل يمكن ان تنزع التمثلية عن هاتين المؤسستين اللتان اختارا عدم الانفصال عن المغرب ؟.
وكما أن من يعرف هذا يعرف ايضا أن جبهة البولساريو نشأت داخل الحرم الجامعي المغربي زمن قوة اليسار الجذري من طرف أشخاص كانوا طلبة مغاربة بهذه الجامعات يحملون جنسية مغربية، ولا أحدا منهم كان موجودا بالمناطق المتنازع عليها وإن كانت تربط بعضهم علاقة القبيلة بسكان هذه المناطق، وبعد تأسيس الجبهة، فالتاريخ يسجل ان قيادتها ضمت اليها مواطنين منتخبين وضباط جزائرين وإن كانت تربطهم بساكنة الصحراء علاقة القبيلة. فهل يمتلك هؤلاء حقا شرعية لتمثيل الصحراويين ؟.
وحيث أن المنطق يفرض نفسه ويقدم الجواب البديهي لهذا السؤال، تبقى مغالطة مفهوم "الخيانة" سلاحا مبتذلا في يد من يعيش على الخطإ او يسعى الى التغليط عن قصد.
إن الخيانة هي في اللغة ضد الوفاء. والخيانة لا يمكن الحديث عنها إلا بعد وجود عهد او إتفاق حول أمر ما يلتزم به طرفان او اكثر فيخون احدهما هذا العهد وهذا الاتفاق.
فهل جبهة البولساريو اتفقت مع أحد من الصحراويين على تأسيسها او تم انتخابها لتمثيلهم كما هو الشأن للجماعة العامة للصحراويين؟
إن الخيانة في هذه القضية لا يمكن الحديث عنها إلا في وجه من خانوا عهد البيعة التي ربطت سكان الصحراء بسلاطين المغرب لقرون قبل مجيئ أي استعمار. ومن هنا فإن أي حديث عن أي حل يفكر في عزل الصحراء عن مغربها هو الخيانة الحقيقية، لان عهد البيعة عهد حقيقي.